من من أبرز المصطلحات في المحاسبة المالية هو المدين والدائن، ولا يوجد محاسب لا يعرف هذين المصطلحين. ومع ذلك، هناك بعض الأسباب التي تجعلنا نتحدث عن المدين والدائن، فهي ليست مجرد أساس للمحاسبة المالية، بل تعود لاعتبارات أخرى مثل أهمية الحسابات المدينة والدائنة لأي منشأة.
كما أن تحديد هذه الحسابات وعدم الخلط بينها يعتبر أمرًا بالغ الأهمية لتفادي حدوث أخطاء في السجلات المختلفة للمنشأة مثل قيود اليومية، دفتر الأستاذ والقوائم المالية.
من الأمور الأساسية لأي رائد أعمال معرفة الإيرادات والمصروفات الخاصة بالمنشأة. ولهذا السبب تم ابتكار مصطلحي المدين والدائن، مما يسهم في دقة السجلات المالية والوضع الاقتصادي للمؤسسة. لذلك، سنتناول المدين والدائن بالتفصيل.
من هو المدين والدائن؟
للتعرف على من هو المدين ومن هو الدائن، يمكنك اتباع ما يلي
ما هو المدين Debtor ؟
ببساطة، المدين هو المبلغ الذي يضاف إلى حساب المؤسسة، مما يشكل دينًا عليها. ومن المهم الإشارة إلى أن الجهة التي تقدم المال تُعرف بالدائن، وقد تكون فردًا أو مؤسسة. كما يتم تسجيل هذا المال في حسابات المؤسسة كزيادة في النفقات.
على سبيل المثال
إذا اشترت مؤسسة أثاثًا بقيمة 100 ألف ريال وسدّدت فقط 40 ألف ريال، فإن المبلغ المتبقي البالغ 60 ألف ريال يُعتبر دينًا عليها. لذا، يُفهم أن الحساب المدين هو الحساب الذي يتعين على المؤسسة دفعه لتسوية التزاماتها المالية.
من هو الدائن Creditor ؟
الدائن هو الكيان الذي يقدم الأموال من حسابه لمنفعة شخص أو جهة أخرى. ومن المهم الإشارة إلى أن الدائن يعتبر صاحب الدين، بينما يُطلق على الطرف الذي استلم هذه الأموال اسم المدين.
على سبيل المثال
إذا منحت مؤسسة أحد عملائها مبلغ 10000 ريال كقرض، فإن المؤسسة تعتبر دائنًا والعميل مدينًا؛ وبالتالي، فإن الدائن هو الجهة التي تقدم المال، سواء كانت هذه الأموال قرضًا أو سلفة.
ما هو الفرق بين المدين والدائن؟
تأثير المدين والدائن على الحسابات المختلفة
توضح هذه الصورة كيف تؤثر الزيادات أو النقصانات على الحسابات المختلفة. على سبيل المثال، عند زيادة الأصول مثل شراء معدات جديدة، يتضح أن الشركة قد أنفقت أموالاً، مما يجعلها مدينة.
بينما عند انخفاض الأصول من خلال بيع جزء من تلك المعدات، تحصل الشركة على أموال، مما يجعلها دائنة بالمبلغ الذي حصلت عليه. ومن المهم أن نلاحظ أن هذا التوازن بين الزيادة والنقص يعكس تدفق الأموال وتأثيره على الحسابات المتنوعة.
الحسابات المدينة والدائنة
تمثل الحسابات المدينة والدائنة جزءًا حيويًا من النظام المالي لأي مؤسسة؛ لذا دعونا نناقش هذا الموضوع بشكل مبسط:
الأصول
هذه هي الموارد التي تملكها المنشأة، مثل:
- الأراضي.
- النقود.
- الأثاث
- المباني.
- المخزون.
من المهم الإشارة إلى أن الأصول تتأثر عند حدوث زيادة أو نقصان، حيث يمكن أن تكون مدينة أو دائنة بحسب الحالة. على سبيل المثال، إذا قامت المنشأة بشراء قطعة أرض، فإن حساب الأرض يصبح مدينًا، بينما إذا قامت ببيع أثاث، يُسجل الأثاث حينها كدائن.
المصروفات
هذه هي النفقات التي تتحملها المنشأة أثناء نشاطها التجاري، مثل الأجور والرواتب، وغالبًا ما تُسجل المصروفات في الجانب المدين من الحساب؛ لأنها تعبر عن الأموال التي تخرج من المنشأة، مما يجعلها دينًا يجب سداده.
الخصوم
هي التزامات مالية تقع على عاتق المنشأة تجاه أطراف أخرى، مثل الديون المستحقة للموظفين أو الموردين. عند زيادة الخصوم، تُسجل كدائن، بينما إذا انخفضت، تتحول إلى مدينة.
الإيرادات
تمثل الإيرادات الأموال التي تحصدها المؤسسة من مبيعاتها أو خدماتها. ومن المهم الإشارة إلى أن الإيرادات تُسجل كدائن عند حدوث زيادة فيها، بينما في حالة انخفاضها، تصبح مدينة.
حقوق الملكية
يمثل هذا الفرق بين الأصول والخصوم، ويعكس حقوق الملاك في المؤسسة، مثل رأس المال أو الأرباح المحتجزة. وإذا زادت هذه الحقوق، تُسجل كحساب دائن، أما إذا انخفضت، فتُعتبر حسابًا مدينًا.
كيفية عمل حسابات الدائن والمدين
لفهم كيفية عمل حسابات المدين والدائن بشكل أفضل، دعونا نراجع مبدأ القيد المزدوج الذي وضعه لوكا باتشولي. يعتمد هذا المبدأ على قاعدة أساسية تفيد بأن مجموع الأصول يجب أن يكون متساوياً مع مجموع الالتزامات وحقوق المساهمين في الميزانية العمومية.
بصيغة أبسط: الأصول تساوي الالتزامات زائد حقوق المساهمين.
بعض الأساليب التي تُستخدم من خلالها تعاملات المدين والدائن:
هناك عدة أساليب تُستخدم في العمليات المحاسبية وهنالك أمثلة متنوعة
- البيع نقدًا
هنا ينخفض حساب النقدية مما يجعله مدينًا، بينما يرتفع حساب الإيرادات فيصبح دائنًا.
- النقد المستلم من حسابات القبض:
لذا يصبح حساب النقدية مدينًا وحسابات القبض دائنة.
- توريدات تم شراؤها من المورد:
هنا، تعتبر التوريدات مصروفات، وبالتالي زادت وأصبحت مدينّة. بينما حساب النقدية هنا يعتبر دائنًا لأنه انخفض بقيمة التوريدات.
- كشف مرتبات الموظفين:
هنا، سجل حساب النقدية انخفاضًا نتيجة دفع رواتب الموظفين، فأصبح حساب النقدية دائنًا، بينما زاد حساب الرواتب فأصبح مدينًا.
- البيع الآجل:
تصبح حسابات القبض مدينة، بينما يصبح حساب الإيرادات دائنًا، لأن الإيرادات هنا قد نمت.
- شراء المخزون من المورد نقدًا:
عندما يزيد حساب المخزون يصبح مدينًا، بينما عندما ينخفض حساب النقدية يصبح دائنًا.
- شراء المخزون من المورد بالائتمان:
يُعتبر حساب المخزون حسابًا مدينًا، بينما تصبح حسابات الدفع حسابات دائنة.
أمثلة مختلفة على المدين والدائن:
سيتم هنا توضيح بعض الإجراءات المتعلقة بسجلات القيد المزدوج.
قامت المؤسسة (1) ببيع منتجها لأحد العملاء مقابل 5000 ﷼ نقدًا.
نتيجة هذه العملية هي كما يلي: تم زيادة النقدية بمبلغ 5000 ﷼، بالإضافة إلى زيادة الإيرادات بنفس المقدار. لذا، يكون النقدية مديناً والإيرادات دائناً، ويمكن تسجيل هذه المعاملة في دفتر اليومية كالآتي:
| بيان | رقم العملية | |
| 5000 | من ح/ النقدية | 1 |
| 5000 | إلى ح/ الايرادات |
قامت المؤسسة (2) بشراء مبنى جديد عن طريق الائتمان بمبلغ 300 ألف ريال.
نتيجة لهذه العملية هي كالتالي: ارتفعت القيمة الأصول الثابتة تمتلك المنشأة مباني بقيمة 300 ألف ريال، وزادت خصومها بنفس القيمة لأن المنشأة لم تسدد قيمة المبنى. وبالتالي، فإن الأصول الثابتة تعتبر مدين، وحساب الخصوم يعتبر دائن، ويمكن تسجيل ذلك في دفتر اليومية بالشكل التالي:
| بيان | رقم العملية | ||
| 300.000 | من ح/ الاصول الثابتة (المباني) | 1 | |
| 300.000 | إلى ح/الخصوم |
تمت صفقة بيع شحنة من المنتجات بالأجل من قِبل المؤسسة (3) بمبلغ قدره 7000 ريال.
نتيجة هذه العملية هي: ارتفعت قيمة الإيرادات بمقدار 7000 ريال، وارتفعت حسابات القبض المستحقة بنفس المبلغ. لذا، فإن حسابات القبض تعتبر مدين، في حين أن حساب الإيرادات يعتبر دائن.ويمكن تسجيلها في دفتر اليومية كالآتي:
| بيان | رقم العملية | |
| 7000 | من ح/حسابات القبض المستحقة | 1 |
| 7000 | إلى ح/ الايرادات |
وهكذا يمكن القول إن معرفة الفرق بين المدين والدائن تعد من الأساسيات الضرورية في المحاسبة المالية، ومن الصعب وجود محاسب مالي لا يدرك هذا الفرق أو يخطئ في تصنيف أي الحسابات كمدينة أو دائنة. وذلك لتفادي حدوث أي أخطاء أثناء تسجيل القيود اليومية ومن ثم في دفتر الأستاذ، ميزان المراجعة حتى الوصول للمركز المالي.
طبيعة حساب العملاء مدين أم دائن؟
تمثل حسابات العملاء، التي تعرف أيضًا بالذمم المدينة أو الحسابات المدينة، المبالغ أو الفواتير المستحقة على العملاء تجاه الشركة. وتعكس هذه الحسابات الخدمات المقدمة أو المنتجات المباعة من قبل الشركة دون استلام المدفوعات في الوقت الراهن. عادةً ما تتميز حسابات العملاء بفترة ائتمان قصيرة، حيث يتم تحديد فترة معينة لسداد المبالغ المستحقة، والتي يمكن أن تتراوح بين عدة أيام إلى عدة أشهر.
لا رد على “مفهوم المدين والدائن ومعرفة الفرق بينهما في 3 خطوات”