التسويات الجردية | أنواعها و أهميتها

تتبع العمليات المالية في المؤسسة ما يُسمى بالدورة المحاسبية، والتي تتكون من عدة مراحل تبدأ بالحدث الاقتصادي الذي يُسجل في دفتر اليومية، ثم يتم ترحيل هذا الدفتر إلى دفتر الأستاذ الذي يستخرج منه الرصيد ليتم نقله إلى ميزان المراجعة.
وقبل توزيع الأرصدة من ميزان المراجعة إلى القوائم المالية والحسابات الختامية، يجب التأكد من دقة الحسابات ومدى توافقها مع الأسس والمبادئ المحاسبية، وهنا يظهر دور التسويات الجردية.
في هذا المقال، نستعرض مفهوم التسويات الجردية وأنواعها و أهميتها، كما نوضح الفرق بين الجرد والتسوية الجردية.
بالإضافة إلى ذلك، سنقدم شرحًا مفصلًا مع أمثلة توضيحية عن التسويات الجردية للأصول الثابتة والمتداولة وأيضًا للتسويات الجردية للإيرادات والمصروفات.
مفهوم التسويات الجردية
التسويات الجردية (أو التسويات المحاسبية الجردية) هي قيود محاسبية تتم في نهاية الفترة المالية المحاسبية وذلك بهدف ضبط الحسابات وجعلها تعكس الواقع الفعلي لجميع الأرصدة سواء كانت ارصدة قائمة الدخل مثل الإيرادات والمصروفات او ارصدة المركز المالي مثل الأصول والالتزامات.
وغالبا ما ترتبط هذه التسويات الجردية باساس الاستحقاق وهو احد اهم الأسس المحاسبية والتي تشترط ان تتحمل كل فترة محاسبية ما يخصها من مصروفات.
أنواع التسويات الجردية
تسويات الإيرادات والمصروفات المستحقة
مثل مصروف إيجار مستحق لم يُسدد بعد.
قيد الاثبات
من حـ/ مصروف الايجار إلى حـ/ المصروف المستحقة
قيد السداد من حساب مصروفات مسحتقة إلى حساب البنك
تسويات الإيرادات والمصروفات المقدمة
مثل، مصروف إيجار مدفوع مقدماً مدفوع في ديسمبر 2024 ولكنه يخص يناير 2025.
قيد إثبات المصروف المدفوع مقدما
من حـ/ مصروف مدفوع مقدما الايجار إلى ح/ البنك
وبعد ذلك يتم إغلاق المصروف المدفوع مقدما في شهر يناير 2025.
من حساب مصروف الإيجار إلى حساب مصروف مدفوع مقدما الإيجار
وبذلك تم إثبات مصروف للايجار في شهر يناير 2025 وليس ديسمبر 2024 لانه بالفعل يخص السنة المالية الجديدة
تسويات الاهلاك
لحساب استهلاك الأصول الثابتة.
قيد الإثبات
من حـ/ مصروف الإهلاك
إلى حـ/ مجمع الإهلاك
تسويات المخزون السلعي
لمقارنة الرصيد الفعلي للمخزون بنهاية الفترة مع الرصيد الدفتري.
وبما اننا وفقا للمعايير المحاسبية يوجد طريقتين في تقييم المخزون وهم طريقة الجرد الدوري او طريقة الجرد المستمر.
في حالة استخدام طريقة الجرد الدوري
يكون القيد المحاسبي في حالة الرصيد الفعلي للمخزون أكبر من الرصيد الدفتري
من حساب رصيد مخزون اخر المدة
إلى حساب الأرباح والخسائر.
اما في حالة العكس ان الرصيد الفعلي اقل
يكون القيد المحاسبي
من حساب أرباح وخسائر
إلى حساب مخزون اخر المدة
ويوجد العديد من التسويات الأخرى مثل مخصصات الديون المشكوك فيها، وهبوط الأسعار.
ما هي أهمية التسويات الجردية ؟
تأتي أهمية التسويات الجردية من هدفها الأساسي، وهو تنفيذ مجموعة من المبادئ والقواعد المحاسبية الأساسية، والتي تشمل ما يلي:
1-أساس الاستحقاق
هو مبدأ يتم بموجبه تسجيل العمليات المحاسبية في نفس الفترة المالية التي وقعت فيها، دون النظر إلى ما إذا كان المبلغ قد تم دفعه أو استلامه.
بناءً على ذلك، يتم تسجيل الإيرادات عند تحققها، بغض النظر عما إذا كانت قد تم قبضها أم لا، كما يتم تسجيل المصروفات سواء دُفعت أم لا.
2-الاساس النقدي
بناءً على الأساس النقدي، تُسجل العمليات المالية فقط عند استلام النقود أو دفعها، على عكس أساس الاستحقاق، لذلك، يجب تسجيل المصروفات عند دفعها فقط، وتسجيل الإيرادات عند استلامها فقط.
يقتصر استخدام الأساس النقدي على حالات نادرة، بينما يُعتبر الأساس الاستحقاق هو الأساس المحاسبي المعتمد والمستخدم.
كما أن الحاجة إلى إعداد تقارير محاسبية دورية تجعل من الضروري التعامل مع الفرضية المحاسبية لتقسيم حياة المشروع، ونظرًا لأن عمر المشروع غير معروف أو محدد وأن نشاطه مستمر، كان لا بد من تقسيم عمر المشروع إلى فترات مالية.
وعادةً ما تكون مدة الفترة المالية الواحدة عام واحد فقط، لكي يتسنى معرفة نتيجة أعمال الشركة ومركزها المالي في كل عام، ويتم ذلك من خلال تطبيق أساس الاستحقاق الذي يتضمن مبدأ مقابلة الإيرادات بالنفقات ومبدأ تحقيق الإيراد.
3-مبدأ مقابلة الايراد بالنفقات
يجب تسجيل جميع المصروفات التي تم إنفاقها خلال الفترة المالية من أجل تحديد إيرادات تلك الفترة، حيث يتعين على المنشأة الاعتراف بالتكاليف كنفقة أو مصروف في نفس الفترة التي يتم فيها تحديد الإيرادات الناتجة عن الخدمات والسلع التي قدمتها الشركة.
4-مبدأ تحقق الايراد
استنادًا إلى مبدأ تحقق الإيراد، يتم تسجيل الإيرادات فقط عند تحققها، أي عند تقديم خدمة أو سلعة، وليس عند استلام المدفوعات الناتجة عن تلك الخدمة أو السلعة.
ولتحقيق هذا المبدأ، يتم إجراء قيود التسويات الجردية في نهاية كل فترة مالية.
أما بالنسبة لمواعيد التسويات الجردية، فهي عادة ما تكون في نهاية السنة أو الفترة المالية، التي قد تكون أقل من سنة، مثل ثلاثة أشهر أو شهر.
الفرق بين الجرد والتسويات الجردية
على الرغم من أن العلاقة بين المصطلحين قوية، إلا أن هناك فارقًا طفيفًا بينهما يتعلق بـالجرد يتضمن الإجراء التدقيق النهائي والمراجعة النهائية للمواد المالية المسجلة في ميزان المراجعة.
بينما تتمثل مهمة التسويات الجردية في إعداد القيود الخاصة بتسويات الجرد استنادًا إلى عمليات الجرد على الحسابات، تعمل كوسيلة للمراقبة والتنظيف النهائي قبل إعداد البيانات المالية (قائمة الدخل والميزانية العمومية)، لتعكس بدقة الأرباح والخسائر والنتائج الفعلية للأعمال خلال الفترة المحاسبية.
التسويات المتعلقة بجرد الأصول الثابتة والأصول المتداولة
أولًا: التسوية الجردية للأصول الثابتة
قبل الشروع في مراجعة التسويات الجردية للأصول الثابتة، يمكن الإشارة إلى أن الأصول الثابتة تشمل كل ما تمتلكه المؤسسة ويتميز بالاستمرارية ويساهم في تعزيز العملية الإنتاجية وزيادة الأرباح، مثل السيارات والمباني والآلات.
استنادًا إلى مبدأ المقابلة المحاسبي الذي ينص على أن كل إيراد يقابله مصروف والعكس صحيح، نلاحظ أن الأصول الثابتة تسبب ذلك في تحقيق أرباح للشركة، وبالتالي تحتاج إلى نفقات لمعالجة الإهلاك وانخفاض الكفاءة الناتج عن الاستخدام.
الإهلاك
تُشير الكفاءة المنخفضة للأصل الثابت إلى التدهور الذي يحدث نتيجة استخدامه المستمر، وقد تم ذكر أن الأصول الثابتة تلعب دورًا مهمًا في العمليات الإنتاجية وتساهم في تحقيق الأرباح على مدى طويل يتجاوز عادةً فترة محاسبية واحدة، لذا يجب توزيع تكاليف هذه الأصول على الفترات المحاسبية التي تستفيد من خدماتها بما يتناسب مع الانخفاض في الكفاءة الذي يؤثر على قيمة الأصل في كل فترة.
احتساب قيمة إهلاك الأصول الثابتة عمليًا
يمكن حساب الإهلاك عملياً بأسلوب القسط الثابت، الذي يعتمد على تخصيص جزء من قيمة الأصل لكل فترة محاسبية، مع استبعاد قيمة النفايات على مدى العمر الإنتاجي.
ثانيًا: تسويات الجرد المتعلقة بالأصول المتداولة
ويندرج تحت الأصول المتداولة يتم إجراء التسوية الجردية للأمور التالية:
أ-التسوية الجردية للمدينين
يمكن أن تتم عملية بيع آجلة بحيث يتم تسليم البضاعة دون استلام المال على الفور، وفي هذه الحالة تُسجل هذه الأموال في الحساب.
العملاء المدينين عند انتهاء الفترة المحاسبية، يجب التأكد من رصيد كل عميل على حدة لتحقيق فهم دقيق لحالة الديون، سواء كانت قد تم تحصيلها، أو مشكوكًا في تحصيلها، أو غير قابلة للتحصيل.
إليك طريقة معالجة هذه الديون من الناحية المحاسبية:
الديون المعدومة وهي الديون التي لن تستطيع المؤسسة تحصيلها لأي سبب من الأسباب، وفي هذه الحالة يتم معالجة الأمر محاسبياً عن طريق تحميل الديون المعدومة على حساب المدينين.
الديون التي يُشك في إمكانية تحصيلها وفقًا لمبدأ الحيطة والحذر في المحاسبة، يجب الانتباه إلى الديون التي يُحتمل عدم تحصيلها، حيث تُعتبر خسائر محتملة. وتعالج هذه الديون من خلال إدراجها بالكامل في حساب الأرباح والخسائر.
أما الديون التي تم تحصيلها، فلا تتطلب معالجة إضافية؛ لأنها قد أُقيمت بالفعل.
ب- جرد أوراق القبض
والمقصود بأوراق القبض السندات تُعتبر الكمبيالات نتيجة لعمليات البيع الآجل. وعندما نتحدث عن إجراء الجرد لهذه الأوراق، فإننا نعني التأكد من وجودها والتأكد من أن قيمتها تتوافق مع الرصيد المحاسبي لحسابها.
في هذه الحالة، تتم المعالجة المحاسبية من خلال إقفال المخصص (أوراق القبض) في حساب الأرباح والخسائر.
ج- جرد المخزون السلعي
باستثناء المرافق الخدمية، يُعتبر المخزون السلعي من أهم الأصول المتداولة في المؤسسة، لذا يتم الاهتمام به بشكل خاص.
ومن الضروري ملاحظة أنه يتم استبعاد المواد المخزنة أثناء الجرد إذا لم تكن ملكًا للمؤسسة، مثل تلك التي تم بيعها ولكن لم يتم تسليمها للعميل بعد.
يمكن تقييم المخزون السلعي حسب تكلفة الشراء. إذا كان سعر السوق أقل من التكلفة، يتم احتساب الفرق كخسائر محتملة.
ويُسجل المخزون في السجلات بقيمة أقل بين تكلفة السلعة وسعر السوق بضاعة آخر المدة إلى حساب المتاجرة.
د- جرد الأوراق المالية
تشير الأوراق المالية إلى السندات والأسهم التي تقتنيها المؤسسة، وعند شرائها يتم فتح حساب مدين بقيمة هذه الأوراق وحساب دائن بقيمتها عند بيعها أو جزء منها.
يتم إجراء جرد للأوراق المالية في نهاية الفترة المحاسبية، يتضمن التأكد من وجود هذه الأوراق المالية لدى المؤسسة، ثم تقدير قيمتها في نهاية تلك الفترة.
عند بيع الأوراق المالية، يجب أخذ انخفاض الأسعار المحتمل في قيمة هذه الأوراق بعين الاعتبار.
التسويات الجردية للإيرادات والمصروفات
أولًا: التسويات الجردية للمصروفات
أ- المعالجة المحاسبية للمصروفات المقدمة
غالبًا ما تقوم المؤسسة بتسديد تكاليف مقابل خدمات تمتد إلى ما بعد الفترة المالية، مما يؤدي إلى زيادة في المصروفات نظرًا لأن جزءًا منها يتعلق بفترة محاسبية لاحقة.
يتم إغلاق مصروفات الفترة المالية في حساب الأرباح والخسائر، في حين يتم إدراج ما زاد من هذه المصروفات في الميزانية ضمن بند أرصدة مدينة أخرى.
ب- المعالجة المحاسبية للمصروفات المستحقة
بموجب مبدأ الاستحقاق، يجب تسجيل كل فترة مالية بمصروفاتها. وإذا قامت المؤسسة بسداد مصروفات أقل من تلك التي تتناسب مع الخدمات أو المنتجات المُكتسبة، فعليها دفع الفارق كونه مصروفًا مستحقًا.
يتم تسجيل المصروفات المدفوعة في حساب الأرباح والخسائر، بينما يتم تسجيل أي نقص في هذه المصروفات في الميزانية تحت بند أرصدة دائنة أخرى.
ثانيًا: التسوية الجردية للإيرادات
أ- المعالجة المحاسبية للإيرادات المقدمة
الإيراد المُقدم يتمثل في جمع المؤسسة لأموال ليست مخصصة فقط للفترة المحاسبية الحالية، بل تشمل أيضًا فترات مستقبلية، كما هو معروف.
الإيرادات في حساب الأرباح والخسائر، يتم تسجيل الزيادة تحت بند أرصدة دائنة أخرى في الميزانية.
ب- المعالجة المحاسبية للإيرادات المستحقة
إذا حصلت المؤسسة على إيرادات أقل من المتوقع، فإن هذا يُعرف بالإيرادات المستحقة. ووفقًا لمبدأ الاستحقاق في المحاسبة، يجب معالجة هذا النقص خلال التسوية الجردية لضمان تخصيص كل فترة محاسبية لما لها من حقوق وواجبات.
كما هو معروف، يتم تسجيل الإيرادات في حساب الأرباح والخسائر، وأي نقص في الإيرادات المستحقة يُدرج تحت بند الأرصدة المدينة الأخرى في الميزانية.
قيود التسويات الجردية
قيود التسوية الجردية هي قيود تُسجل لتعديل أرصدة الحسابات بهدف الوصول إلى نتيجة النشاط، سواء كانت ربحًا أو خسارة، وتحديد المركز المالي للمشروع بدقة. وتمثل هذه القيود التطبيق العملي لمبادئ المحاسبة المتعلقة بالاستحقاق واستقلال السنوات المالية، حيث يأتي مبدأ الاستحقاق في مقدمتها.
خلال المقال، تعلمت أن التسوية الجردية تتعلق بالمصروفات والإيرادات.
- في حالة وجود مصروفات لم تُسدد، يظهر قيد التسوية الجردية في نهاية الفترة بالشكل التالي:
البيان | المدين | الدائن |
من حـ/ مصروف X | XXXXX | |
إلى حـ/ المصروفات المستحقة | XXXXX |
- في حالة المصروفات المدفوعة مسبقًا، يظهر قيد التسوية الجردية في نهاية الفترة بالشكل التالي:
البيان | المدين | الدائن |
من حـ/ المصروف المقدم | XXXXX | |
إلى حـ/ المصروف X | XXXXX |
- في حالة الإيرادات التي تم استلامها مقدماً، والتي تعتبر ديناً على الشركة، يظهر قيد التسوية الجردية في نهاية الفترة كما يلي:
البيان | المدين | الدائن |
من حـ/ الإيراد X | XXXXX | |
إلى حـ/ الإيراد المقدم | XXXXX |
- في حالة الإيرادات المستحقة التي لم تُستلم، يُسجل قيد التسوية الجردية في نهاية الفترة بالشكل التالي:
البيان | المدين | الدائن |
من حـ/ الإيراد المستحق | XXXXX | |
إلى حـ/ الإيراد X | XXXXX |
الأسئلة الشائعة حول التسويات الجردية
ما هو الهدف من إجراء التسويات الجردية للمصروفات والإيرادات؟
لهدف من التسويات الجردية للإيرادات والنفقات هو التأكد من ربحية الشركة ومعرفة ما إذا كانت قد حققت أرباحًا أو خسائر خلال الفترة المحاسبية.
متي يتم عمل التسويات الجردية؟
تُجرى التسويات الجردية في نهاية كل فترة محاسبية.
ما السبب وراء عدم استخدام التسويات الجردية في المحاسبة الحكومية؟
الهدف من التسوية الجردية هو ضمان دقة المركز المالي للشركة وتحديد قابليتها للربح، وهذا يتناقض مع هدف المحاسبة الحكومية التي تهدف إلى استخدام الإيرادات لتقديم خدمات مدعومة دون السعي لتحقيق الأرباح. لذا، فإن المحاسبة الحكومية لا تتطلب إجراء تسوية جردية.
ما هو تأثير مبدأ الاستحقاق على تسويات الجرد للحسابات غير الحقيقية؟
يتم غلق الحسابات الوهمية في نهاية الدورة المحاسبية من خلال استخدام التسويات الجردية.
أساس الاستحقاق تُسجل كل فترة محاسبية ما يتعلق بها من إيرادات ومصروفات.
ما هو شكل ميزان المراجعة بعد إجراء التسويات الجردية؟
هذا هو ميزان المراجعة الذي يُعد بعد إجراء قيود التسويات الجردية وترحيلها إلى دفتر الأستاذ، بهدف التأكد من دقة الأرصدة وأنها تعكس جميع الإيرادات والمصروفات خلال الفترة المالية.
يمكنك ملاحظة حدوث بعض التغييرات في الحسابات التي تمت عليها تسويات جردية، وهذا النوع من الميزان يُعتمد عليه في إنشاء القوائم المالية تشمل قائمة الدخل، وقائمة التغيرات في حقوق الملكية، وقائمة المركز المالي.