محاسبة التكاليف: التعريف والأهمية ودورها في نجاح المشاريع

ضبط التكاليف مع تحقيق الأرباح هو المعادلة الذهبية لأي شركة. الحل لا يكمن فقط في تقليل النفقات، بل في فهم كيفية إدارتها بفعالية. هنا يبرز دور محاسبة التكاليف.

فهي ليست مجرد عملية حسابية، بل هي خارطة طريق لصناع القرار، حيث تساعد في تسعير المنتجات، التخطيط للتوسع، والرقابة على الأداء المالي. من خلالها، تستطيع الشركات تحويل بياناتها المالية إلى رؤى استراتيجية.

في هذا المقال، سنستعرض كل ما تحتاج لمعرفته حول محاسبة التكاليف: أهدافها، أنواعها، عناصرها، وكيفية تطبيقها لتحقيق أهدافك المالية.

الفصل الأول: الأساس النظري – جوهر محاسبة التكاليف

1.1. التعريف والأهداف: لماذا نعتني بالتكاليف؟

محاسبة التكاليف هي نظام معلوماتي ومنهجي يعمل على تسجيل، وتصنيف، وتحليل، وتلخيص التكاليف المرتبطة بإنتاج السلع أو تقديم الخدمات. يتجاوز هدفها مجرد تسجيل المعاملات المالية، حيث أنها مصممة لتوفير بيانات مفصلة ودقيقة للإدارة، والتي تُستخدم بعد ذلك لاتخاذ القرارات، والتحكم في التكاليف، وتقييم الأداء العام للمنظمة.

وتتمحور أهدافها حول عدة محاور رئيسية:

  • تحديد تكلفة الوحدة: يكمن الهدف الأساسي في معرفة التكلفة الحقيقية لكل منتج أو خدمة على حدة، مما يوفر أساسًا متينًا لتحديد استراتيجيات التسعير السليمة.
  • الرقابة على التكاليف: تعمل كآلية رقابية لمراقبة عناصر التكلفة المختلفة، مما يضمن استخدام الموارد بكفاءة عالية ويساعد في تحديد مواطن الهدر والإسراف وتجنبها.
  • دعم اتخاذ القرارات: تُعد المصدر الرئيسي للبيانات والمعلومات التي تحتاجها الإدارة لاتخاذ مجموعة واسعة من القرارات، من بينها قرارات التسعير، والتوسع، وتقييم جدوى المشاريع الجديدة.
  • تقييم الأداء: من خلال مقارنة التكاليف الفعلية التي تم تكبدها مع التكاليف المخططة أو المعيارية، يمكن للإدارة تقييم كفاءة الأقسام والعمليات المختلفة وتحديد مجالات التحسين.

1.2. الأهمية الاستراتيجية في إدارة الأعمال

تختلف محاسبة التكاليف عن المحاسبة المالية التقليدية في أنها ليست مجرد وظيفة تسجيلية، بل هي أداة استراتيجية حيوية تمنح الإدارة رؤية عميقة وغير مسبوقة لأداء الشركة. إنها تربط بشكل مباشر بين تحليل التكلفة والنجاح المالي، حيث أن توفير معلومات دقيقة عن التكلفة  يتيح للشركات صياغة استراتيجيات تسعير تنافسية ، وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة الأرباح وتحقيق أفضل عائد على الاستثمار.

ويمكن تلخيص أهميتها الاستراتيجية في النقاط التالية:

  • استراتيجيات التسعير: من خلال تحديد تكاليف المنتج بدقة، يمكن للشركات وضع أسعار تضمن تحقيق هامش الربح المستهدف، مع الحفاظ على قدرتها التنافسية في السوق.
  • وضع الميزانية والتوقعات: توفر محاسبة التكاليف خارطة طريق للتخطيط المالي، مما يسمح للشركات بتخصيص مواردها المحدودة بفعالية وتحديد الأهداف المالية بشكل واقعي.
  • تحليل الربحية: تساعد في فهم الأرباح الحقيقية لكل منتج أو خدمة على حدة، مما يمكن الإدارة من التركيز على المنتجات الأكثر ربحية أو اتخاذ قرار بوقف إنتاج المنتجات الخاسرة.
  • تخفيض التكاليف: تُعد أساسًا لتحسين الكفاءة التشغيلية، حيث تُمكن الإدارة من تحديد مجالات الهدر والإنفاق غير الضروري، مما يساهم في تقليل النفقات وزيادة الربحية.

1.3. المقارنة بين فروع المحاسبة: التكاليف، المالية، والإدارية

على الرغم من أن فروع المحاسبة قد تبدو مستقلة، إلا أنها في الواقع شبكة مترابطة تعمل كل واحدة منها على خدمة هدف محدد. تُعد محاسبة التكاليف بمثابة اللبنة الأساسية التي توفر البيانات التفصيلية. تُستخدم هذه البيانات من قِبل المحاسبة الإدارية لتحليل الأداء الداخلي واتخاذ القرارات الاستراتيجية ، بينما تقوم المحاسبة المالية بتلخيصها وإعداد تقارير رسمية موحدة للجهات الخارجية.

يوضح الجدول التالي أهم الفروقات بين هذه الفروع:

وجه المقارنةالمحاسبة الماليةالمحاسبة الإداريةمحاسبة التكاليف
الهدفإعداد تقارير مالية خارجية للمساهميندعم القرارات الإدارية والتخطيط والرقابةتحديد تكلفة الإنتاج والرقابة على الموارد
الجمهور المستهدفالمستثمرون، المقرضون، الجهات الحكوميةالإدارة الداخلية (المديرون)الإدارة الداخلية
النطاق الزمنيبيانات تاريخية عن الأداء الماضيبيانات مستقبلية وتنبؤاتبيانات يومية، ويمكن استخدامها تاريخيًا أو مستقبليًا
الالتزام بالمعاييرتلتزم بمعايير محاسبية دولية (IFRS/GAAP)لا تلتزم بمعايير صارمة وتتسم بالمرونةتتسم بالمرونة ولكنها تتطلب دقة عالية

الفصل الثاني: تصنيف التكاليف

إن فهم سلوك التكاليف هو الخطوة الأولى لإدارتها بكفاءة. وتُصنَّف التكاليف بناءً على عدة أسس، مما يوفر رؤى عميقة حول كيفية تأثيرها على الأداء المالي للشركة.

2.1. حسب علاقتها بحجم النشاط: الثابتة والمتغيرة

يعتمد هذا التصنيف على كيفية استجابة التكاليف للتغيرات في حجم الإنتاج أو مستوى النشاط.

  • التكاليف الثابتة (Fixed Costs): هي المصروفات التي تظل ثابتة في مجموعها بغض النظر عن مستوى الإنتاج على المدى القصير. تشمل أمثلتها إيجار المصنع، رواتب الموظفين الثابتة، وتكاليف التأمين. من المهم الإدراك أن التكلفة الثابتة للوحدة الواحدة تتغير مع تغير حجم الإنتاج؛ فكلما زاد الإنتاج، انخفضت حصة الوحدة الواحدة من التكاليف الثابتة. هذا المبدأ هو أساس تحليل نقطة التعادل، حيث يساعد في تحديد حجم المبيعات اللازم لتغطية جميع التكاليف.
  • التكاليف المتغيرة (Variable Costs): هي المصروفات التي تتغير طرديًا مع حجم الإنتاج. فكلما زاد الإنتاج، زادت هذه التكاليف، والعكس صحيح. تشمل أمثلتها تكلفة المواد الخام المستخدمة في الإنتاج، تكاليف التعبئة والتغليف، وعمولات مندوبي المبيعات. على عكس التكاليف الثابتة، تظل التكلفة المتغيرة للوحدة الواحدة ثابتة ضمن المدى المناسب للنشاط.

2.2. حسب إمكانية التتبع: المباشرة وغير المباشرة

يركز هذا التصنيف على مدى سهولة ربط التكلفة بمنتج أو خدمة معينة.

  • التكاليف المباشرة (Direct Costs): هي التكاليف التي يمكن تتبعها وتخصيصها بسهولة وبشكل مباشر لمنتج أو نشاط محدد. أمثلتها تشمل تكلفة الخشب في صناعة الأثاث، وأجور عمال خط الإنتاج الذين يعملون مباشرة على تجميع المنتج.
  • التكاليف غير المباشرة (Indirect Costs): هي المصروفات التي يصعب ربطها بمنتج محدد وتخدم عدة أنشطة في آن واحد. أمثلتها تتضمن إيجار المصنع، رواتب المشرفين على الإنتاج، وتكاليف الإعلان.

2.3. تصنيفات أخرى حيوية لصنع القرار

بالإضافة إلى التصنيفات الأساسية، توجد أنواع أخرى من التكاليف تُعد حاسمة لاتخاذ القرارات الاستراتيجية.

تكاليف المنتج وتكاليف الفترة:

تكاليف المنتج: هي المصروفات المرتبطة بشكل مباشر بالإنتاج أو الخدمة. تُعالج هذه التكاليف كجزء من المخزون حتى يتم بيع المنتج، وعندها فقط تُحوّل إلى تكلفة البضاعة المباعة.

تكاليف الفترة: هي المصروفات التي تتعلق بفترة زمنية محددة وليست بالمنتجات. يتم الاعتراف بها كمصروفات في الفترة التي حدثت فيها، مثل الرواتب الإدارية ومصاريف الإعلان.

التكاليف الغارقة وتكاليف الفرصة البديلة:

التكاليف الغارقة (Sunk Costs): هي التكاليف التي تم تكبدها في الماضي ولا يمكن استردادها. القيمة الحقيقية في فهم هذا المفهوم تكمن في أهمية تجاهلها عند اتخاذ القرارات المستقبلية. فالعقلانية تقتضي أن القرارات يجب أن تستند إلى التكاليف المستقبلية والملائمة، وليس على ما تم إنفاقه بالفعل.

تكلفة الفرصة البديلة (Opportunity Cost): تُشير إلى الفائدة المحتملة التي يفقدها الفرد أو الشركة عند اختيار بديل على حساب آخر. على الرغم من أنها تكلفة غير نقدية وغير ظاهرة في السجلات المحاسبية التقليدية، فإن تجاهلها في القرارات الاستراتيجية قد يؤدي إلى خسائر فادحة من خلال إهدار فرص النمو أو الربحية.

الفصل الثالث: أنظمة وطرق محاسبة التكاليف

تتنوع طبيعة الأعمال ومتطلباتها، ولذلك تعددت أنظمة محاسبة التكاليف لتلائم كل قطاع، مما يضمن الحصول على المعلومات الأكثر دقة وفائدة.

3.1. نظام تكاليف الأوامر الإنتاجية (Job Order Costing)

يُستخدم هذا النظام في الصناعات التي تنتج سلعًا أو خدمات حسب الطلب أو بمواصفات خاصة، حيث تختلف تكلفة كل أمر عن الآخر. من الأمثلة الشائعة عليه صناعة الأثاث حسب الطلب، وشركات المقاولات، وورش تصليح السيارات. تتمثل الآلية في تتبع وتجميع التكاليف المباشرة وغير المباشرة لكل أمر إنتاجي على حدة في “بطاقة تكلفة” خاصة به.

3.2. نظام تكاليف المراحل الإنتاجية (Process Costing)

على النقيض من نظام الأوامر، يُستخدم نظام المراحل في الصناعات التي تنتج سلعًا متشابهة أو متجانسة بكميات كبيرة وبشكل مستمر. أمثلتها تتضمن صناعة الأدوية، الكيماويات، الغزل والنسيج، والمشروبات. يتميز هذا النظام بتجميع التكاليف لكل مرحلة إنتاجية (مثل مرحلة التقطيع أو التجميع) بدلاً من تتبعها لكل وحدة على حدة، مما يسهل عملية الحساب في الإنتاج النمطي.

إن الفارق الجوهري بين هذين النظامين يؤكد أن اختيار النظام المناسب يعتمد كليًا على طبيعة المنتج وحجم الإنتاج. فنظام الأوامر يركز على تتبع التكاليف للمنتجات الفريدة، بينما يركز نظام المراحل على تتبع التكاليف للإنتاج المتشابه والنمطي.

3.3. أنظمة حديثة

مع تطور بيئة الأعمال، ظهرت أنظمة أكثر تقدمًا لتلبية الحاجة إلى معلومات أكثر دقة:

  • محاسبة التكاليف على أساس الأنشطة (ABC): يُعد هذا النهج الحديث ثورة في توزيع التكاليف غير المباشرة. فبدلاً من تخصيصها بناءً على مقياس واحد مثل ساعات العمل، يقوم نظام ABC بربط التكاليف بالأنشطة الفعلية التي تستهلك الموارد. تتضمن خطواته تحديد الأنشطة، وتخصيص التكاليف لها، وتحديد محركات التكلفة، ثم حساب المعدلات وتخصيصها بدقة للمنتجات. تتيح هذه الطريقة الحصول على صورة أكثر وضوحًا للتكاليف والربحية، مما يعزز من قدرة الإدارة على اتخاذ القرارات والتحكم في النفقات.
  • محاسبة التكاليف المعيارية (Standard Costing): تعتمد هذه الطريقة على تحديد تكلفة تقديرية مسبقة لكل عنصر من عناصر التكاليف، ثم مقارنتها بالتكلفة الفعلية. الهدف الرئيسي هو تحديد الانحرافات (الفرق بين التكلفة المعيارية والفعلية) وأسبابها، مما يمكن الإدارة من اتخاذ إجراءات تصحيحية فورية لضمان عدم تجاوز التكاليف للحدود المخططة لها.
  • محاسبة التكاليف الحدية (Marginal Costing): تمثل الزيادة في التكلفة الإجمالية التي تحدث نتيجة لإنتاج وحدة إضافية واحدة. يتم استخدامها بشكل رئيسي في قرارات التسعير قصيرة الأجل، حيث تساعد في تحديد السعر الأدنى الذي يمكن قبوله لطلب خاص دون تكبد خسارة.

الفصل الرابع: صناعة القرار

إن القيمة الحقيقية لمحاسبة التكاليف تكمن في قدرتها على تحويل الأرقام إلى رؤى قابلة للتطبيق، مما يجعلها أداة حاسمة في اتخاذ القرارات الإدارية والاستراتيجية.

4.1. قرارات التسعير: كيف تحدد التكلفة السعر الأمثل؟

تُعد محاسبة التكاليف أساسًا منطقيًا لا غنى عنه لقرارات التسعير. فالآلية الأساسية تعتمد على حساب تكلفة الوحدة بدقة، ثم إضافة هامش الربح المستهدف للوصول إلى السعر النهائي. إن هذا المنهج يضمن أن السعر لن يؤدي إلى خسارة.

لكن الرؤية لا تتوقف عند هذا الحد؛ فمحاسبة التكاليف توفر للإدارة “سعر التكلفة” كحد أدنى، مما يحررها لتأخذ في الاعتبار عوامل السوق الأخرى مثل أسعار المنافسين، وطلب العملاء، وقيمة المنتج في السوق. هذا المزيج بين البيانات الداخلية الدقيقة والعوامل الخارجية يتيح صياغة استراتيجية تسعير مرنة وتنافسية.

4.2. قرارات “الصنع أو الشراء” (Make or Buy Decision)

يُعد قرار “الصنع أو الشراء” من أهم القرارات الاستراتيجية التي تواجهها الإدارة، وهو تحليل يهدف إلى تحديد ما إذا كان من الأفضل تصنيع منتج أو جزء داخليًا أم شراؤه من مورد خارجي.

يكمن التحليل العملي لهذا القرار في التركيز على ما يُعرف بـ “التكاليف الملائمة” أو “التكاليف التفاضلية”، وهي التكاليف التي تختلف بين بدائل القرار. هنا، يتم تجاهل التكاليف الغارقة والثابتة التي لا تتغير بغض النظر عن القرار المتخذ.

مثال عملي: لنفترض أن شركة “س” تنتج منتجات تحتاج إلى جزء معين، وتفكر في تصنيعه داخليًا بدلاً من شرائه. وتواجه الشركة الخيارين التاليين:

الخيار الأول: الشراء من مورد خارجي

  • سعر الشراء الحالي للوحدة: 80 دينارًا.
  • سعر الشراء المتوقع للسنة القادمة: 90 دينارًا.
  • احتياجات الشركة السنوية: 5000 وحدة.
  • إجمالي تكلفة الشراء السنوية: 5000×90=450,000 دينار.

الخيار الثاني: التصنيع الداخلي

  • التكاليف المتغيرة للوحدة: (مثلاً) 60 دينارًا.
  • التكاليف الثابتة الإضافية (مثل إيجار آلات جديدة): 25,000 دينار.
  • إجمالي تكاليف التصنيع السنوية: (5000×60)+25000=325,000 دينار.

بالمقارنة، نجد أن تكلفة التصنيع الداخلي (325,000 دينار) أقل من تكلفة الشراء (450,000 دينار). بناءً على هذا التحليل، يمكن للشركة توفير مبلغ قدره 125,000 دينار سنويًا ، مما يجعل قرار التصنيع الداخلي هو الخيار الأفضل من الناحية المالية.

وبالإضافة إلى العوامل الكمية، يجب على الإدارة أيضًا أخذ العوامل النوعية في الاعتبار، مثل القدرة الإنتاجية المتاحة ، والخبرة الفنية لدى الشركة، ومدى أهمية حماية الملكية الفكرية، وجودة الموردين الخارجيين، وعامل الوقت.

الفصل الخامس

لا يمكن الحديث عن أي علم حديث دون النظر إلى مستقبله. ومع التحول الرقمي المتسارع، يتغير دور محاسبة التكاليف ومحاسب التكاليف بشكل جوهري.

5.1. التطبيقات في مختلف الصناعات: أمثلة من الواقع

إن محاسبة التكاليف ليست حكرًا على قطاع معين، بل تُطبق في مختلف الصناعات لتلبية متطلبات فريدة :

  • القطاع الصناعي: هو أكثر القطاعات اعتمادًا عليها، حيث تُستخدم لحساب تكلفة الوحدة، ومراقبة تكلفة المواد الخام، وتحليل الإنتاج.
  • القطاع الخدمي: تُعد حيوية لتسعير الخدمات بدقة، وتحديد تكلفة كل عملية أو خدمة مقدمة، مثل الخدمات الاستشارية أو الصحية.
  • قطاع المقاولات: يُستخدم نظام الأوامر الإنتاجية لتتبع التكاليف لكل مشروع على حدة، مما يساعد في ضمان الربحية وتجنب تجاوز الميزانية.

5.2. محاسبة التكاليف في العصر الرقمي

يُشكل التحول الرقمي مستقبل محاسبة التكاليف، حيث ستُمكن التكنولوجيا من أتمتة المهام الروتينية، مما سيجعل دور المحاسب أكثر أهمية وتوجهًا استراتيجيًا.

  • الأتمتة والذكاء الاصطناعي: سيتم أتمتة مهام تسجيل البيانات وتحليلها، مما يحرر المحاسب للتركيز على التحليل العميق وتقديم المشورة الاستراتيجية للإدارة، بدلاً من مجرد جمع الأرقام.
  • الأنظمة السحابية (Cloud ERP): تتيح هذه الأنظمة التكامل بين الأقسام المختلفة في الشركة، مما يوفر بيانات لحظية ودقيقة، ويعزز من دقة اتخاذ القرار ويسرع من عملية الرقابة.

الأسئلة الشائعة حول محاسبة التكاليف

ما هي طرق محاسبة التكاليف؟

  • محاسبة تكاليف الأوامر (Job Costing): تُستخدم للمنتجات أو الخدمات الفريدة التي تُصنع بناءً على طلب معين، مثل الأثاث المصمم خصيصاً أو المشاريع الإنشائية. يتم تتبع كل تكلفة على حدة لكل أمر عمل.
  • محاسبة تكاليف المراحل (Process Costing): تُطبق في الشركات التي تنتج منتجات متجانسة بشكل مستمر، مثل صناعة المشروبات أو الكيماويات. يتم تجميع التكاليف لكل مرحلة من مراحل الإنتاج، ثم يتم توزيعها بالتساوي على الوحدات المنتجة.
  • التكاليف على أساس النشاط (Activity-Based Costing – ABC): طريقة حديثة ودقيقة تقوم بتخصيص التكاليف غير المباشرة (المصروفات العامة) بناءً على الأنشطة التي تستهلكها المنتجات، وليس فقط على أساس حجم الإنتاج.
  • التكاليف المعيارية (Standard Costing): تعتمد على وضع تكلفة مُقدّرة أو “معيارية” للمنتج قبل إنتاجه، ثم مقارنتها بالتكلفة الفعلية بعد الإنتاج. هذا يساعد في تحديد الانحرافات وتحليل أسبابها لتحسين الكفاءة.
  • التكاليف المتغيرة (Marginal Costing): تركز فقط على التكاليف المتغيرة المرتبطة بالإنتاج (مثل المواد الخام والأجور المباشرة) وتتجاهل التكاليف الثابتة عند حساب تكلفة الوحدة. تُستخدم هذه الطريقة في اتخاذ القرارات قصيرة الأجل مثل تحديد سعر البيع.

ما هي أنواع محاسبة التكاليف الأربعة؟

  1. نظرية التكاليف الإجمالية (Full/Absorption Costing): تحمل المنتج بجميع التكاليف، سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة، ثابتة أو متغيرة.
  2. نظرية التكاليف المتغيرة (Variable Costing): تحمل المنتج فقط بالتكاليف المتغيرة (مباشرة وغير مباشرة)، وتعتبر التكاليف الثابتة مصاريف فترة مالية.
  3. نظرية التكاليف المعيارية (Standard Costing): تعتمد على وضع تكاليف مقدرة مسبقًا للمنتج، ثم تتم مقارنتها بالتكاليف الفعلية لتحليل الانحرافات.
  4. نظرية التكاليف على أساس النشاط (Activity-Based Costing – ABC): توزع التكاليف غير المباشرة على المنتجات بناءً على الأنشطة التي تستهلكها، مما يوفر دقة أعلى في تحديد التكلفة.

ما هو عمل محاسب التكاليف؟

  • تحليل التكاليف: يحدد التكاليف المباشرة (مثل المواد والأجور) وغير المباشرة (مثل الإيجار والكهرباء) المرتبطة بإنتاج السلع أو الخدمات.
  • إعداد التقارير: يقدم تقارير دورية للإدارة توضح تكلفة المنتج، أرباحه، وأي انحرافات عن الميزانية المحددة.
  • دعم اتخاذ القرار: يزود الإدارة بالبيانات اللازمة لاتخاذ قرارات استراتيجية مثل: تحديد أسعار البيع، التخطيط للتوسع في الإنتاج، أو حتى إيقاف منتج غير مربح.
  • الرقابة المالية: يراقب الإنفاق ويقارن التكاليف الفعلية بالتكاليف المقدرة، ويقدم توصيات لتحسين الكفاءة وتقليل الهدر.

ما هو الفرق بين المحاسب المالي ومحاسب التكاليف؟

وجه المقارنةالمحاسب المالي (Financial Accountant)محاسب التكاليف (Cost Accountant)
الجمهور المستهدفجهات خارجية: المستثمرون، الدائنون، الجهات الحكومية.جهات داخلية: الإدارة العليا، مديري الأقسام، فريق الإنتاج.
الهدف الرئيسيإعداد القوائم المالية (قائمة الدخل، الميزانية العمومية) لإظهار الأداء المالي العام للشركة.قياس وتحليل التكاليف لتقديم معلومات مفصلة تساعد في اتخاذ القرارات الإدارية.
التركيزالبيانات المالية التاريخية والإجمالية للشركة ككل.البيانات التفصيلية المتعلقة بالمنتجات، الخدمات، الأنشطة، والمراحل الإنتاجية.
المعايير المتبعةيلتزم بالمعايير المحاسبية الدولية (IFRS) أو الأمريكية (GAAP).لا يلتزم بمعايير رسمية، بل يعتمد على احتياجات الإدارة الداخلية.
الفترة الزمنيةتقارير دورية (ربع سنوية، سنوية).تقارير مستمرة ومتكررة (يومية، أسبوعية، شهرية) حسب الحاجة.
طبيعة المعلوماتمعلومات إلزامية وملزمة من الناحية القانونية.معلومات اختيارية تُعد حسب طلب الإدارة.
النتائج النهائيةالقوائم المالية التي تُظهر الأرباح أو الخسائر الإجمالية.تقارير تحليلية حول تكلفة المنتج، كفاءة الإنتاج، ومراكز الربحية.

ما أهم الإدارات التي يجب أن يتعاون معها محاسب التكاليف؟

يُعد التعاون مع الإدارات الأخرى أساسيًا لعمل محاسب التكاليف. من أبرز هذه الإدارات: إدارة الإنتاج والتشغيل لتحديد التكاليف المباشرة وغير المباشرة المرتبطة بالإنتاج، وإدارة المشتريات والمخازن لتحقيق التوازن بين تكاليف المخزون واحتياجات الإنتاج.

ما هي التكاليف الهامشية؟

التكاليف الهامشية (أو الحدية) هي الزيادة في التكلفة الإجمالية التي تحدث نتيجة لإنتاج وحدة إضافية واحدة. تُستخدم في قرارات التسعير قصيرة الأجل لتحديد السعر الأدنى الذي يمكن قبوله لتحقيق ربح من وحدة إضافية.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *